تخطى إلى المحتوى

طب نفس المرأة والطفل

اضطراب السلوك عند الأطفال:

من الناحية العملية هناك ترابط هائل بين اضطراب السلوك عند الأطفال واضطراب الشخصية ضد الاجتماعية (السيكوباثية)، واضطراب الشخصية بشكل عام. حيث أن حوالي نصف أولئك الذين ينشأ لديهم اضطراب السلوك في الصغر يتطورون ليكون عندهم اضطراب شخصية في الكبر..

لكن ما هو اضطراب السلوك لدى الأطفال الذي كثيراً ما يشخص لدى الأطفال؟

إذا كان المراهق يهرب من المدرسة، يضرب الضعفاء، يتمرد على الكبار وعلى القانون، يحتقر الآخرين، يسرق ويكذب، يغش ويحرق الممتلكات، ويقسو على الحيوانات، فهذا المراهق غالباً يعاني من اضطراب السلوك، وهناك احتمال كبير أنه سيعاني من اضطراب الشخصية عند الكبر.

كثيرا ما يلاحظ أن أؤلئك المراهقين الذين لديهم اضطراب سلوك، كانوا قد تربوا في أسر مفككة، وأن أحد والديهم، عادة الأب، له أسبقيات جرمية.

يعتقد أن هناك أصلاً، سبب وراثي وسبب له علاقة بالتنشئة وسبب له علاقة بالقدوة وراء وجود أطفال لديهم اضطراب سلوك.

حل أولئك الأطفال الذين يعانون من اضطراب السلوك، هو أن تكون حزما لكن حنونا معهم ، وتقديم مكافئة عندما يقومون بمجموعة أعمال جيدة أو بعمل جيد، وعندما يقوم بعمل سيئ، العقاب يكون ليس بالضرب وإنما بالحجز لفترة زمنية معينة، وبحرمانه من بعض الامتيازات التي هي من الأصل كانت لديه.

فرط الحركة ونقص التركيز

هل سمعتم أو شاهدتم ذلك الطفل المشاغب، كثير الحركة مشتت الانتباه الذي لا يسكت ولا يتوقف عن الحركة في البيت والمدرسة والذي يرسب في المواد؟

هذا الطفل ربما يعاني من فرط الحركة ونقص التركيز الذي لتشخيصه عادة يلزم ثلاثة محاور:

المحور الأول: فرط الحركة

المحور الثاني: نقص التركيز

المحور الثالث: الاندفاعية

من أعراض فرط الحركة: كثرة الكلام، الحيصان، عدم الانضباط في الطابور، تخريب الأغراض بكثرة، القيام بحركات جسدية بكثرة.

من أعراض نقص التركيز: النسيان، ضياع الأغراض، تجنب الواجبات الطويلة، قلة الصبر، السرحان في الحصة.

الاندفاعية: القيام بالأشياء الخطيرة، مثل: تسلق الأشجار العالية، وتسلق السور، الاندفاع وراء الكرة في الشارع، اضرام النيران، الدخول المتكرر في مشاجرات.

الأساس العصبي المقترن بنشوء فرط الحركة ونقص التركيز هو ما يلي:

أولا: وجود مشكلة في التواصل بين مقدمة المخ ومؤخرته

ثانيا: وجود مشكلة في التواصل بين فصي المخ

ثلاثة: وجود قلة في الناقل العصبي الأدرينالين في مقدمة الدماغ

لعلاج المشكلة الأخيرة، وهي الاهم يتم إعطاء المريض دواء يحقق نسبة عالية لمادة الأدرينالين في الدماغ، فيحدث الهدوء وتخف حركة المريض ويتحقق التركيز.

هناك خطوات غير دوائية يتم القيام بها للتعامل بشكل جيد مع حالات فرط الحركة ونقص التركيز، من أهم هذه الخطوات ما يلي:

  • تشجيع الأهل والمدرسة على تقسيم الوقت الدراسي للطفل ليكون في وجبات دراسية صغيرة (كل ربع ساعة وجبة دراسية وليس كل 45 دقيقة)
  • تشجيع الأهل على أن يكونوا صارمين وحنونين مع الطفل في آن واحد لتتعزز لديه القدرة على الانضباط والتركيز
  • اتباع نظام تعزيز السلوك من قبل الوالدين، بمعنى أن الطفل إن استطاع أن يركز وإن استطاع أن يضبط حركته طيلة الأسبوع، فإن مكافأة مغرية تكون بانتظاره، أما إن أبدى عدم اكتراث في الانضباط فإن حرمانه من لعبة أو ما شابه تكون بانتظاره آخر الأسبوع. إن فشل في الانضباط، لكنه أبدى رغبة صادقة في الانضباط بالتعليمات، ففي هذه الحالة فإن كلمات تشجيعية للطفل عليها أن تكون بانتظاره آخر الأسبوع.

علينا أن ننتبه إلى تداخل فرط الحركة ونقص التركيز مع  اضطرابات السلوك الأخرى، لذك الحزم والحنان كلاهما مطلوبان في التعامل مع المريض.

نقاط مهمة بما يتعلق بفرط الحركة ونقص التركيز:

أولا: العامل الوراثي في فرط الحركة ونقص التركيز عالي جداً، بمعنى أن إصابة أحد الوالدين تؤثر كثيراً في إصابة الطفل.

ثانيا: إصابة الذكور بفرط الحركة ونقص التركيز أكثر من إصابة الإناث.

ثالثا: فرط الحركة ونقص التركيز يكون بأعراض نقص تركيز واضحة عند الإناث وليس بأعراض فرط حركة  لذلك تشخيصه أصعب على الأطباء.

رابعاً: التأخر في تشخيص الطفل المصاب بفرط الحركة ونقص التركيز والتأخر في علاجه يؤذيان الطفل، فيقللان قدرته على التحصيل الدراسي ويؤثران على علاقاته وعلى ثقته بنفسه.

خامساً: ثلث أولئك الذين يتعالجون لفرط الحركة والتركيز بالأدوية المناسبة يظلون باستمرار بحاجة الأدوية، وثلثهم يظلون بحاجة للدواء فقط وقت الحاجة (أي الدراسة الكثيفة أو العمل المكتبي الكثيف)، وثلثهم على عمر الشباب تنتهي تقريبا عندهم كل الأعراض.

سادساً: فرط الحركة ونقص التركيز عند الكبار عادة له جذور في الصغر.

سابعاً: السببان الأكبر لضعف التركيز عند الناس ليس فرط الحركة ونقص التركيز، وإنما اضطراب القلق واضطراب الاكتئاب.

ثامناً: عدم الاكتراث لعلاج فرط الحركة ونقص التركيز، قد يقود بالمصاب للإدمان على المنشطات أو غيرها.

تاسعا: في تقييم فرط الحركة ونقص التركيز، يجب استبعاد الأسباب الأخرى المرتبطة بفرط الحركة ونقص التركيز مثل: جميع الاضطرابات العصابية، والذهانية.

عاشراً: الأم إذا دخنت في فترة الحمل تزيد احتمالية إصابة طفلها المولود بفرط الحركة ونقص التركيز.

الطب النفسي والحمل والرضاعة:

الأطفال نعمة من الله.

بداية نسبة الحمل الذي يحمل تشوهات جينية من أي نوع كانت هي 6 في المئة، ومن رحمة الله تعالى بنا أن ثلثي هذه الكمية يتم إجهاضها، قتكون نسبة المواليد إجمالا التي فيها أي نوع إعاقة هي 2 في المئة.

عندما أتكلم إعاقة، فأنا أقصد أي نوع إعاقة، من وجود إصبع صغير زائد وحتى الإعاقة العقلية الشديدة.

إجمالا، أخذ الأدوية أثناء الحمل يجعل نسبة الإصابة بالإعاقات بين المواليد تزداد لتصل حوالي 6 في المئة، لكن هذا كلام عام، وفي الحقيقة الأمور تتراوح بين أن هناك أدوية تزيد نسبة إصابة المواليد بالإعاقات بشكل كبير مثل دواء

Valproic acid

 وبين وجود أدوية تقريبا لا تؤثر نهائيا على تخلق الجنين.

 

من المهم أن نفهم ما يلي: تخلق أعضاء الجنين يكون في الثلث الأول من الحمل، خاصة بين الأسبوع الثاني إلى السادس.

المطلوب من الطبيب أن ينصح المريضة بأن تكون على أقل كمية من الأدوية الضرورية في فترة الحمل خاصة في فترة تخلق أعضاء الجنين.

هل من الحكمة أن نوقف جميع الأدوية النفسية التي تأخذها المريضة أثناء الحمل دائماً ؟

بالطبع لا، حيث أن من المريضات اللواتي كن يعانين أفكار انتحارية قبل بدء الدواء، بعضهن سيعود ليعاني تلك الأفكار بعد قطع الدواء.

كذلك النساء اللواتي كن يعانين الهلاوس قبل الحمل، قد يعدن ليعانين الهلاوس بعد قطع الدواء.

وكذلك النساء اللواتي يتوقفن عن الأكل أو الشرب بسبب اضطراب شديد في المزاج، قد يعدن لمثل ذلك عند إيقاف الدواء.

في كل هذه الحالات التي ذكرتها قبل قليل، ليس من الحكمة أن يستمر قطع الدواء لأن قطع الدواء قد يؤذي المريضة والجنين أكثر من الاستمرار عليه.

كيف يتصرف الطبيب في حمل المريضة إذن؟

يخفض الجرعات قليلا، يتابع المريضة الحامل بكثافة نسبياً، وقد يوقف الدواء في فترات من الحمل أو في كل الحمل، حسب ما يراه مناسبا، وقد يحول المريضة من دواء قد يؤذي الجنين إلى دواء على الأغلب لن يؤذي الجنين.

 

كيف نخفف من احتمالية إصابة الأم باكتئاب ما بعد الحمل؟

أولا: أن يكون الزوج متعاونا، وأن يحضر الولادة.

ثانيا: أن يكون الحمل مرغوب به ومخطط له، وأن يكون الحمل برعاية طبية كافية.

ثالثا: أن تكون الولادة ميسرة.

رابعا: أن نعتني بشكل ممتاز بصحة الطفل المولود.

 

حسن، والآن سؤال آخر:

هل يجوز للمرأة التي تأخذ أدوية نفسية وأن ترضع؟

هذا حقيقة يعتمد على عدة عوامل:

أولا: عمر الطفل.

ثانيا: نوع الدواء.

ثالثا: مقدار استقرار حالة الأم العقلية والجسدية والنفسية.

 

هناك أدوية تنزل في الحليب، وهناك أدوية لا تنزل في الحليب، والجدير بالذكر أنه ليس كل الأدوية الممنوعة في الحمل هي أدوية ممنوعة في الرضاعة.

إجمالا، المولود إن كان تحت عمر شهرين، دماغه يكون حساس للأدوية التي قد تكون في حليب الأم التي تأخذ الدواء النفسي أكثر من الطفل الذي أصبح في عمر أكبر من ذلك.

 

إجمالا الرضاعة شيء عظيم ومفيد للأم والطفل!